قال الإنس للجن : { إنكم كنتم {[57161]} تأتوننا عن اليمين } أي : من قبل الدين والحق {[57162]} فتخدعوننا بأقوى الوجوه {[57163]} .
واليمين : القوة والقدرة في كلام العرب {[57164]} وقيل : معنى { ( عن ) اليمين {[57165]} } من جهة أيماننا لأن إبليس اللعين قال : { ثم {[57166]} لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم {[57167]} فمن أتاه الشيطان ( من ) {[57168]} عن يمينه أتاه من قبل الدين فلبس عليه الحق ، فمن أتاه {[57169]} ( من ) {[57170]} عن شماله أتاه من جهة الشهوات ومن أتاه من بين يديه أتاه من جهة تكذيب بالجزاء والبعث ، ومن أتاه من خلفه أتاه من جهة الفقر على نفسه وعلى من يخلفه بعده . وعن اليمين : من قبل الدين أيضا .
( وهو أيضا ) {[57171]} قول مجاهد والسدي وابن زيد .
وقال {[57172]} قتادة أيضا : " عن اليمين " من قبل الخير فتنهوننا {[57173]} عنه {[57174]} .
وقال {[57175]} السدي : " عن اليمين " : من قبل الدين به يزينون {[57176]} لنا بالباطل ويصدوننا عن الحق {[57177]} . وليس هذا بمناف لقوله : { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } {[57178]} ، لأن معنى هذا : لا يتساءلون بالأنساب والأرحام كما كانوا في الدنيا فيقول بعضهم لبعض : أسألك بالله والرحيم .
وقيل : معنى قوله { وأقبل بعضهم على بعض } عنى {[57179]} به المشركين {[57180]} يقول بعضهم لبعض : كنتم تاتوننا عن اليمين ، أي : من الجهة التي نحبها ونتفاءل بها {[57181]} .
والعرب تتفاءل/ بما جاء عن اليمين وتسميه السانح {[57182]} .
وقيل : معناه : تأتوننا إتيان من إذا خلف لنا صدقناه {[57183]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.