بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالُوٓاْ إِنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَأۡتُونَنَا عَنِ ٱلۡيَمِينِ} (28)

{ قَالُواْ } يعني : السفلة للرؤساء { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين } يعني : من قبل الحق أي : الدين فزينتم لنا ضلالتنا . وروي عن الفراء أنه قال : { اليمين } في اللغة القوة والقدرة . ومعناه { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا } بأقوى الحيل ، وكنتم تزينون علينا أعمالنا . وقال الضحاك : تقول السفلة للقادة : إنكم قادرون وظاهرون علينا . ونحن ضعفاء أذلاء في أيديكم . روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : { تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين } عن الحق . يعني : الكفار يقولون : للشيطان . وقال القتبي : إنما يقول هذا : المشركون لقرنائهم من الشياطين { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين } يعني : عن أيماننا لأن إبليس قال : { ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيمانهم وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكرين } [ الأعراف : 17 ] وقال المفسرون : من أتاه الشيطان من قبل اليمين ، أتاه من قبل الدين ، وليس عليه الحق . ومن أتاه من قبل الشمال ، أتاه من قبل الشهوات ، ومن أتاه من بين يديه ، أتاه من قبل التكذيب بالقيامة ، ومن أتاه من خلفه خوفه الفقر على نفسه ، وعلى من يخلف بعده ، فلم يصل رحماً ، ولم يؤد زكاة .

وقال المشركون لقرنائهم : { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ اليمين } في الدنيا من جهة الدين يعني : أضللتمونا .