التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ} (46)

{ ولمن خاف مقام ربه جنتان } : { مقام ربه } القيام بين يديه للحساب ومنه { يوم يقوم الناس لرب العالمين } [ المطففين : 6 ] ، وقيل : قيام الله بأعماله ، ومنه { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } [ الرعد : 33 ] ، وقيل : معناه : لمن خاف ربه وأقحم المقام ، كقولك خفت جانب فلان واختلف هل الجنتان لكل خائف على انفراده ، أو للصنف الخائف وذلك مبني على قوله : { لمن خاف مقام ربه } هل يراد به واحد أو جماعة ، وقال الزمخشري : إنما قال جنتان لأنه خاطب الثقلين فكأنه قال : جنة للإنس وجنة للجن .