الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلِمَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ} (46)

ثم قال { ولمن خاف مقام ربه جنتان } [ 45 ] .

أي : ولمن اتقى الله جل ذكره ، وخاف مقامه بين يدي ربه عز وجل فأطاعه بستانان .

قال مجاهد : هو الرجل يهم بالذنب فيذكر مقام ربه فينزع عنه ، وهو قول النخعي وقتادة{[66480]} .

وقال أبو الدرداء قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما هذه الآية { ولمن خاف مقام ربه جنتان } فقلت وإن زنا وسرق يا رسول الله{[66481]} [ فقلت كذلك إلى ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وسلم{[66482]} ] وإن رغم أنف أبي الدرداء{[66483]} . قال ابن زيد مقامه حين يقوم العباد بين يديه [ يوم ]{[66484]} القيامة{[66485]} . فالمعنى ولمن ترك المعصية خوفا من الله جنتان ، قيل هما جنة خلقت له وجنة ورثها كما قال تعالى : { وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون }{[66486]} . وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هل تدرون ما الجنتان قالوا الله ورسوله أعلم . فقال{[66487]} بستانان في أرض الجنة ، كل بستان مسيرة مائة عام في وسط/كل بستان دار من نور على نور ، وليس منها شيء إلا يهتز ( نعمة وخضرة ){[66488]} قرارها ثابت{[66489]} وشجرها ثابت .


[66480]:انظر: جامع البيان 27/84، وتفسير القرطبي 17/176 والدر المنثور 7/706.
[66481]:ح: "بزيادة صلى الله عليه وسلم".
[66482]:ساقط من ح.
[66483]:أخرجه أحمد في المسند 2/357 عن أبي الدرداء، والهيثمي في مجمع الزوائد كتاب التفسير 7/121، والبغوي في شرح السنة (ج 386 رقم 4189) والحافظ المزي في تحفة الأشراف 8/227 (رقم 10954). وانظر: جامع البيان 27/85، والدر المنثور 7/707.
[66484]:ساقط من ح.
[66485]:انظر: جامع البيان.
[66486]:الزخرف: 72.
[66487]:ع: "قال".
[66488]:ح: "نعيه وخضره".
[66489]:لم أعثر عليه، إلا أن القرطبي لما أورده في تفسيره 17/177 قال: ذكره المهدوي والثعلبي عن أبي هريرة.