{ وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال ابن عطية أجمع المفسرون على أن الآية توبيخ للقائلين في المطر أنه نزل بنوء كذا وكذا ، والمعنى : تجعلون شكر رزقكم التكذيب فحذف شكر لدلالة المعنى عليه وقرأ علي بن أبي طالب وتجعلون شكركم أنكم تكذبون وكذلك قرأ ابن عباس إلا أنه قرأ تكذبون بضم التاء والتشديد كقراءة الجماعة وقراءة علي بفتح التاء وإسكان الكاف من الكذب أي : يكذبون في قولهم نزل المطر بنوء كذا ومن هذا المعنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى يقول أصبح من عبادي مؤمن بي كافر بالكوكب " وكافر بي مؤمن بالكوكب وأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكوكب كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب . والمنهي عنه في هذا الباب أن يعتقد أن للكوكب تأثيرا في المطر وأما مراعاة العوائد التي أجراها الله تعالى فلا بأس به لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أنشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة " .
وقد قال عمر للعباس وهما في الاستسقاء كم بقي من نوء الثريا فقال العباس : العلماء يقولون إنها تعترض في الأفق بعد سقوطها سبعا ، قال ابن الطيب : فما مضت سبع حتى مطروا ، وقيل : إن معنى الآية تجعلون سبب رزقكم تكذيبكم للنبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا يقولون إن آمنا به حرمنا الله الرزق ، كقولهم : إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا فأنكر الله عليهم ذلك وإعراب أنكم على هذا القول مفعول بتجعلون على حذف مضاف تقديره تجعلون سبب رزقكم التكذيب ويحتمل أن يكون مفعولا من أجله تقديره تجعلون رزقكم حاصلا من أجل أنكم تكذبون ، وأما على القول الأول فإعراب أنكم تكذبون مفعول لا غير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.