الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ} (82)

ثم قال : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } [ 85 ] أي : وتجعلون شكر الله على رزقه لكم التكذيب له ، وهذا كقول القائل للآخر : جعلت إحساني إليك إساءة منك إلي ، بمعنى جعلت شكر إحساني إليك إساءة منك {[67029]} ، فالتقدير وتجعلون رزقي {[67030]} إياكم تكذيبكم لرسلي وكتبي . /

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون قال شكركم ، يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا ، وبنجم كذا وكذا ، وقاله ابن عباس {[67031]} .

وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء {[67032]} كذا وكذا {[67033]} .

قال الضحاك في الآية : جعل الله رزقكم في السماء وأنتم تجعلونه في الأنواء {[67034]} .

قال {[67035]} قطرب الرزق هنا : الشكر .

وقيل المعنى : وتجعلون شكر رزقكم ثم حذف مثل ، { وسئل القرية } {[67036]} {[67037]} .


[67029]:انظر: جامع البيان 27/119.
[67030]:ع: "رزقكم".
[67031]:انظر: جامع البيان 27/119، وتفسير القرطبي 17/228، وابن كثير 4/300، والدر المنثور 8/28. وصحيح مسلم – باب: بيان كنز من قال مطرنا بالنوء 2/62. وجامع الترمذي –باب: التفسير – سورة الواقعة برواية علي 5/76 (رقم 3349) وتحفة الأشراف 7/401.
[67032]:ع: "بنوا".
[67033]:أخرجه البخاري – كتاب الاستسقاء – 2/23، ومسلم – كتاب الإيمان – باب: كفر من قال مطرنا بالنوء 2/59، ومالك في الموطأ – كتاب الاستسقاء – باب: الاستمطار بالنجوم 1/157، وأبو داود – كتاب الطب – باب: في النجوم 4/16، والنسائي – كتاب الاستسقاء – باب: كراهية الاستمطار بالكوكب 3/164، وأحمد في المسند 1/89 – 108 – 131 – 415 – 455 – 525- و 3/429، و 4/117. والدارمي – كتاب الرقائق – لباب النهي أن يقول مطرنا بنوء كذا وكذا 2/314.
[67034]:انظر: جامع البيان 27/120، وابن كثير 4/300.
[67035]:ع: "وقال".
[67036]:يوسف: 82.
[67037]:انظر: إعراب النحاس 4/344، والتبيان في إعراب القرآن 2/1206.