فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ} (82)

{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذّبُونَ } في الكلام مضاف محذوف ، كما حكاه الواحدي عن المفسرين : أي تجعلون شكر رزقكم أنكم تكذبون بنعمة الله ، فتضعون التكذيب موضع الشكر . وقال الهيثم : إن أزدشنوءة يقولون : ما رزق فلان : أي ما شكر ، وعلى هذه اللغة لا يكون في الآية مضاف محذوف بل معنى الرزق الشكر . ووجه التعبير بالرزق عن الشكر أن الشكر يفيض زيادة الرزق ، فيكون الشكر رزقاً تعبيراً بالسبب عن المسبب ، ومما يدخل تحت هذه الآية قول الكفار إذا سقاهم الله ، وأنزل عليهم المطر : سقينا بنوء كذا ، ومطرنا بنوء كذا . قال الأزهري : معنى الآية : وتجعلون بدل شكركم رزقكم الذي رزقكم الله التكذيب بأنه من عند الله الرّزاق . وقرأ عليّ وابن عباس : «وتجعلون شكركم » وقرأ الجمهور { أنكم تكذبون } بالتشديد من التكذيب ، وقرأ عليّ وعاصم في رواية عنه بالتخفيف من الكذب .

/خ96