تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

أي : يقومون من القبور إذا دعاهم الرب ، تبارك وتعالى ، لموقف الحساب ، ينهضون سراعًا كأنهم إلى نصب يوفضون .

قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك : إلى عَلَم يسعون . وقال أبو العالية ، ويحيى بن أبي كثير : إلى غاية يسعون إليها .

وقد قرأ الجمهور : " نَصْب " بفتح النون وإسكان الصاد ، وهو مصدر بمعنى المنصوب . وقرأ الحسن البصري : { نُصُبٍ } بضم النون والصاد ، وهو الصنم ، أي : كأنهم في إسراعهم إلى الموقف كما كانوا في الدنيا يهرولون إلى النصب إذا عاينوه يوفضون ، يبتدرون ، أيهم يستلمه أول . وهذا مروي عن مجاهد ، ويحيى بن أبي كثير ، ومسلم البَطين{[29339]} وقتادة ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، وأبي صالح ، وعاصم بن بَهْدَلة ، وابن زيد ، وغيرهم .


[29339]:- (1) في م : "وأبو مسلم البطين".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

يوم يخرجون من الأجداث سراعا مسرعين جمع سريع كأنهم إلى نصب منصوب للعبادة أو علم يوفضون يسرعون وقرأ ابن عامر وحفص إلى نصب بضم النون والصاد والباقون من السبعة نصب بفتح النون وسكون الصاد وقرىء بالضم على أنه تخفيف نصب أو جمع .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

وإضافة ( يوم ) إلى ضميرهم لأدنى ملابسة .

وقرأ الجمهور { يلاقوا } بألف بعد اللام من الملاقاة . وقرأه أبو جعفر بدون ألف من اللقاء .

واللقاء : مجاز على كل تقدير : فعلى قراءة الجمهور هو مجاز من جهتين لأن اليوم لا يَلقى ولا يُلقى . وعلى قراءة أبي جعفر هو مجاز من جهة واحدة لأن اللقاء إنما يقع بين الذَّوات .

و { يوم يخرجون من الأجداث } بدل من { يومَهم } ليس ظرفاً .

والخروج : بروز أجسادهم من الأرض .

وقرأ الجمهور { يخرجون } بفتح التحتية على البناء للفاعل . وقرأه أبو بكر عن عاصم بضمها على البناء للمفعول .

و { الأجداث } : جمع جدث بفتحتين وهو القبر ، والقبر : حفير يجعل لمواراة الميت .

وضمير { يخرجون } عائد إلى المشركين المخبر عنه بالأخبار السابقة . وجميعهم قد دفنوا في قبور أو وضعوا في قليب بدر .

والنَّصْب بفتح فسكون : الصنم ، ويقال : نُصُب بضمتين ، ووجه تسميته نصباً أنه ينصب للعبادة ، قال الأعشى :

وذا النُصُبَ المنصوبَ لا تنسكنه *** ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا

و { يوفِضون } مضارع أوفض ، إذا أسرع وعدا في سيره ، أي كأنهم ذاهبون إلى صنم ، شُبه إسراعهم يوم القيامة إلى الحشر بإسراعهم في الدنيا إلى الأصنام لزيارتها لأن لهذا الإِسراع اختصاصاً بهم ، وفي هذا التشبيه إدماج لتفظيع حالهم في عبادة الأصنام وإيماء إلى أن إسراعهم يوم القيامة إسراع دعَ ، ودفع جزاء على إسراعهم للأصنام .

وقرأ الجمهور { نَصْب } بفتح النون وسكون الصاد . وقرأه ابن عامر وحفص عن عاصم بضم النون والصاد .