{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث } ، يجوز أن يكون بدلاً من «يومهم » أو منصوب بإضمار «أعني » .
ويجوز على رأي الكوفيين أن يكون خبر ابتداءٍ مضمر ، وبني على الفتح ، وإن أضيف إلى معرب ، أي : هو يوم يخرجون ، كقوله : { هذا يَوْمُ يَنفَعُ }[ المائدة : 119 ] . وتقدم الكلام عنه مشبعاً .
والعامة : على بناء «يَخْرجُونَ » للفاعل .
وقرأ السلميُّ والمغيرة{[57961]} ، وروي عن عاصمٍ : بناؤه للمفعول .
قوله : «سِراعاً » ، حال من فاعل «يَخْرجُونَ » ، جمعُ سِرَاع ك «ظِرَاف » في «ظَريف » ، و «كأنَّهُمْ » حال ثانية منه ، أو حال من ضمير الحال ، فتكونُ متداخلة .
والأجداثُ : القبور ، ونظيره : { فَإِذَا هُم مِّنَ الأجداث إلى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } [ يس : 51 ] ، أي : سِرَاعاً إلى إجابة الدَّاعي .
قوله : { إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } . متعلق بالخبر .
والعامَّة : على «نَصْبٍ » بالفتح ، وإسكان الصاد .
وابن عامر وحفص : بضمتين{[57962]} .
وأبو عمران [ الجوني ]{[57963]} ومجاهد : بفتحتين .
والحسن وقتادة وعمرو بن ميمون وأبو رجاء وغيرهم{[57964]} : بضم النون ، وإسكان الصاد .
فالأولى : هو اسم مفرد بمعنى العلمِ المنصوب الذي يُسْرعُ الشخصُ نحوه .
وقال أبو عمرو : هو شَبكةُ الصَّائدِ ، يُسْرِع إليها عند وقوع الصيد فيها مخافة انفلاته .
وأمَّا الثانية ، فتحتملُ ثلاثة أوجهٍ :
أحدها : أنه اسم مفرد بمعنى الصنم المنصوب للعبادة .
4874 - وذَا النُّصُبِ المَنْصُوبِ لا تَعْبُدَنَّهُ***لِعاقِبَةٍ واللَّهَ ربَّك فاعْبُدَا{[57965]}
الثاني : إنَّه جمعُ «نِصَاب » ك «كُتُب » و «كِتَاب » .
الثالث : أنَّه جمع «نَصْب » نحو : «رَهْن ورُهُن ، وسَقْف وسُقُف » وهذا قول أبي الحسن .
وقال النحاسُ : وقيل : نُصُبٌ ونَصْبٌ ، بمعنى واحد ، كما قيل : عُمْر وعُمُر وأسُد وأسْد جمع أسَد .
وأما الثالثة : ففعلٌ بمعنى مفعول ، أي : منصوب كالقَبضِ والنَّقضِ .
والرابعة : تخفيفٌ من الثانية ، والنصب أيضاً : الشر والبلاء ، ومنه قوله تعالى : { أَنِّي مَسَّنِيَ الشيطان بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }[ ص : 41 ] .
قال ابن عباس : «إلى نصب » ، أي إلى غاية ، وهي التي ينتهي إليها بصرُك{[57966]} .
وقال الكلبيُّ : هو شيءٌ منصوب علمٌ أو رايةٌ{[57967]} .
وقال الحسنُ : كانوا يبتدرون إذا طلعت الشمسُ إلى نصبهم التي كانوا يعبدونها من دون الله لا يلوي أوَّلهم على آخرهم{[57968]} .
وقيل : ينطلقون ، وهي متقاربة ، والإيفاض : الإسراع ؛ قال الشاعر : [ المتقارب ]
4875 - فَوَارسُ ذبْيانَ تَحْتَ الحَدِي***دِ كالجِنِّ يُوفِضْنَ منْ عَبْقَرِ{[57969]}
وعبقر : موضع تزعم العرب أنه من أرض الجنِّ ؛ قال لبيد : [ الطويل ]
4876 - . . . *** كُهُولٌ وشُبَّانٌ كجِنَّةِ عَبقَرِ{[57970]}
4877 - لأنْعَتَنْ نَعَامَةً مِيفَاضَا{[57971]} *** . . .
وقال الليثُ : وفضَتِ الإبل تَفضِي وفُضاً ، وأوفضها صاحبُها ، فالإيفاض متعد ، والذي في الآية لازم يقال : وفض وأوفض ، واستوفض بمعنى : أسْرَع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.