بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

قوله تعالى : { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث سِرَاعاً } يعني : في اليوم الذي يوعدون وفي اليوم الذي يخرجون من القبور سراعاً يعني : يسرعون إلى الصوت { كَأَنَّهُمْ إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } يعني : كأنهم إلى علم منصوب يمضون . قرأ ابن عامر وعاصم في رواية حفص { إلى نُصُبٍ } بضم النون والصاد يعني : أصناماً لهم ، كقوله : { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الميتة والدم وَلَحْمُ الخنزير وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وَمَآ أَكَلَ السبع إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النصب وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بالأزلام ذلكم فِسْقٌ اليوم يَئِسَ الذين كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ واخشون اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً فَمَنِ اضطر في مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ المائدة : 3 ] ، والباقون { إلى نُصُبٍ } يعني : إلى علم يستبقون . وقال أهل اللغة : الإيفاض : الإسراع .