البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ} (43)

والجمهور : { يخرجون } مبنياً للفاعل .

قال ابن عطية : وروى أبو بكر عن عاصم مبنياً للمفعول ، و { يوم } بدل من { يومهم } .

وقرأ الجمهور : نصب بفتح النون وسكون الصاد ؛ وأبو عمران الجوني ومجاهد : بفتحهما ؛ وابن عامر وحفص : بضمهما ؛ والحسن وقتادة : بضم النون وسكون الصاد .

والنصب : ما نصب للإنسان ، فهو يقصده مسرعاً إليه من علم أو بناء أو صنم ، وغلب في الأصنام حتى قيل الأنصاب .

وقال أبو عمرو : هو شبكة يقع فيها الصيد ، فيسارع إليها صاحبها مخافة أن يتفلت الصيد منها .

وقال مجاهد : نصب علم ، ومن قرأ بضمهما ، قال ابن زيد : أي أصنام منصوبة كانوا يعبدونها .

وقال الأخفش : هو جمع نصب ، كرهن ورهن ، والأنصاب جمع الجمع .

يوفضون : يسرعون .

وقال أبو العالية : يستبقون إلى غايات .

قال الشاعر :

فوارس ذنيان تحت الحديد *** كالجن يوفضن من عبقر

وقال آخر في معنى الإسراع :

لأنعتنّ نعامة ميفاضا *** حرجاء ظلت تطلب الاضاضا

وقال ابن عباس وقتادة : يسعون ، وقال الضحاك : ينطلقون ، وقال الحسن : يبتدرون .