تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ} (46)

يقول تعالى مخاطبا لرسوله صلى الله عليه وسلم : { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ } أي : ننتقم{[14254]} منهم في حياتك لتقرّ عينُك منهم ، { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } أي : مصيرهم ومتقَلَّبهم ، والله شهيد على أفعالهم بعدك .

وقد قال الطبراني : حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا عقبة بن مكرم ، حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا داود بن الجارود ، عن أبي الطفيل{[14255]} عن حذيفة بن أسيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عُرضت عليّ أمتي البارحة لدى هذه الحجرة ، أولها وآخرها . فقال رجل : يا رسول الله ، عرض عليك من خُلِق ، فكيف من لم يخلق ؟ فقال : " صُوِّروا لي في الطين ، حتى إني لأعْرَفُ بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه " . {[14256]}

ورواه عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن عقبة بن مكرم ، عن يونس بن بُكَيْر ، عن زياد بن المنذر ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ، به نحوه . {[14257]}


[14254]:- في ت : "ينتقم".
[14255]:- في جميع النسخ : "أبي السليل" والتصويب من المعجم الكبير للطبراني.
[14256]:- المعجم الكبير (3/181).
[14257]:- المعجم الكبير (3/181) وقال الهيثمي في المجمع (10/69) : "وفيه زياد بن المنذر وهو كذاب".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ} (46)

{ وإما نُرينّك } نبصرنك . { بعض الذي نعدهم } من العذاب في حياتك كما أراه يوم بدر . { أو نتوفّينّك } قبل أن نريك . { فإلينا مرجعهم } فنريكه في الآخرة وهو جواب { نتوفينك } وجواب { نرينك } محذوف مثل فذاك . { ثم الله شهيد على ما يفعلون } مجاز عليه ذكر الشهادة وأراد نتيجتها ومقتضاها ولذلك رتبها على الرجوع ب { ثم } ، أو مؤد شهادته على أفعالهم يوم القيامة .