السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعۡضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمۡ أَوۡ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيۡنَا مَرۡجِعُهُمۡ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ} (46)

وقوله تعالى : { وإمّا } فيه إدغام إن الشرطية في ما الزائدة { نرينّك } يا محمد { بعض الذي نعدهم } به من العذاب في حياتك ، وجواب الشرط محذوف ، أي : فذاك { أو نتوفّينّك } قبل أن نريك ذلك الوعد في الدنيا فإنك ستراه في الآخرة وهو قوله تعالى : { فإلينا } بعد البعث { مرجعهم } فنريك هناك ما هو أقرّ لعينك وأسرّ لقلبك ، وقوله تعالى : { ثم الله شهيد على ما يفعلون } فيه وعيد وتهديد لهم ، أي : أنه تعالى شهيد على أفعالهم التي فعلوها في الدنيا فيجازيهم عليها يوم القيامة .