{ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ } أي : وكانوا يستحقون ذلك من الله لكفرهم وطغيانهم .
والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصَّرْصر العاصف القويّ الباردة ، { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى{[3]} إِلا مَسَاكِنُهُمْ } [ الأحقاف : 25 ] .
وقوله : { فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً } أي : صرعى هَلْكى كغثاء السيل ، وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا ينتفع بشيء منه . { فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ، كقوله{[4]} : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ } [ الزخرف : 76 ] أي : بكفرهم وعنادهم ومخالفة رسول الله ، فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم .
القول في تأويل قوله تعالى : { فَأَخَذَتْهُمُ الصّيْحَةُ بِالْحَقّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَآءً فَبُعْداً لّلْقَوْمِ الظّالِمِينَ } .
يقول تعالى ذكره : فانتقمنا منهم ، فأرسلنا عليهم الصيحة فأخذتهم بالحقّ وذلك أن الله عاقبهم باستحقاقهم العقاب منه بكفرهم به وتكذيبهم رسوله . فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً يقول : فصيرناهم بمنزلة الغُثاء ، وهو ما ارتفع على السيل ونحوه ، كما لا ينتفع به في شيء . فإنما هذا مَثَل ، والمعنى : فأهلكناهم فجعلناهم كالشيء الذي لا منفعة فيه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْدا للْقَوْمِ الظّالِمِينَ يقول : جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى . وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : غُثاءً كالرميم الهامد ، الذي يحتمل السيل .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج : فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً قال : كالرميم الهامد الذي يحتمل السيل .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قَتادة : فجَعَلْناهُمْ غُثاءً قال : هو الشيء البالي .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قَتادة ، مثله .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فجَعَلْناهُمْ غُثاءً قال : هذا مثل ضربه الله .
وقوله : فَبُعْدا للْقَوْمِ الظّالِمِينَ يقول : فأبعد الله القوم الكافرين بهلاكهم ، إذ كفروا بربهم وعَصَوا رسله وظلموا أنفسهم .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، عن مجاهد ، قال : أولئك ثمود ، يعني قوله : فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْدا للْقَوْمِ الظّالِمِينَ .
تقتضي الفاء تعجيل إجابة دعوة رسولهم .
والصيحة : صوت الصاعقة ، وهذا يرجح أو يعيِّن أن يكون هؤلاء القرن هم ثمود قال تعالى : { فأما ثمود فأهْلِكوا بالطاغية } [ الحاقة : 5 ] وقال في شأنهم في سورة الحجر ( 83 ) { فأخذتهم الصيحة مصبحين } وإسناد الأخذ إلى الصيحة مجاز عقلي لأن الصيحة سبب الأخذ أو مقارنة سببه فإنها تحصل من تمزق كرة الهواء عند نزول الصاعقة .
والباء في { بالحق } للملابسة ، أي أخذتهم أخذاً ملابساً للحق ، أي لا اعتداء فيه عليهم لأنهم استحقوه بظلمهم .
والغُثاءُ : ما يحمله السيْل من الأعواد اليابسة والورق . والكلام على التشبيه البليغ للهيئة فهو تشبيه حالة بحالة ، أي جعلناهم كالغثاء في البِلى والتكدس في موضع واحد فهلكوا هَلكة واحدة .
وفُرع على حكاية تكذيبهم دعاء عليهم وعلى أمثالهم دعاءَ شتم وتحقير بأن يَبْعَدوا تحقيراً لهم وكراهية ، وليس مستعملاً في حقيقة الدعاء لأن هؤلاء قد بعدوا بالهلاك . وانتصب { بعداً } على المفعولية المطلقة بدلاً من فعله مثل : تَبّاً وسُحْقاً ، أي أتبَّه الله وأسحقه .
وعكس هذا المعنى قول العرب لا تبعَد ( بفتح العين ) أي لا تفقد . قال مالك بن الريْب :
يقولون لا تبعد وهم يدفنوني *** وأين مكانُ البعد إلا مكانيا
والمراد بالقوم الظالمين الكافرون { إن الشرك لظلم عظيم } [ لقمان : 13 ] . واختير هذا الوصف هنا لأن هؤلاء ظلموا أنفسهم بالإشراك وظلموا هوداً لأنه تعمد الكذب على الله إذ قالوا : { إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً } [ المؤمنون : 38 ] .
والتعريف في { الظالمين } للاستغراق فشملهم ، ولذلك تكون الجملة بمنزلة التذييل .
واللام في { للقوم الظالمين } للتبيين وهي مبيّنة للمقصود بالدعاء زيادة في البيان كما في قولهم : سحقاً لك وتبّاً له ، فإنه لو قيل : فبُعدا ، لعلم أنه دعاء عليه فبزيادة اللام يزيد بيان المدعو عليهم وهي متعلقة بمحذوف مستأنف للبيان .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فأخذتهم الصيحة بالحق}... صيحة واحدة فماتوا أجمعين، فلم يبق منهم أحد، {فجعلناهم غثاء} يعني: كالشيء البالي من نبت الأرض يحمله السيل، فشبه أجسادهم بالشيء البالي، {فبعدا} في الهلاك {للقوم الظالمين}، يعني: المشركين.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: فانتقمنا منهم، فأرسلنا عليهم الصيحة فأخذتهم بالحقّ وذلك أن الله عاقبهم باستحقاقهم العقاب منه بكفرهم به وتكذيبهم رسوله. "فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً "يقول: فصيرناهم بمنزلة الغُثاء، وهو ما ارتفع على السيل ونحوه، كما لا ينتفع به في شيء. فإنما هذا مَثَل، والمعنى: فأهلكناهم فجعلناهم كالشيء الذي لا منفعة فيه...
"فَبُعْدا للْقَوْمِ الظّالِمِينَ" يقول: فأبعد الله القوم الكافرين بهلاكهم، إذ كفروا بربهم وعَصَوا رسله وظلموا أنفسهم.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
وقوله تعالى: {فجعلناهم غثاء} قال: بعضهم: الغثاء اليابس الهامد كنبات الأرض إذا يبس.
وقال بعضهم: الغثاء هو الذي يحمله السيل من العيدان...
وجائز أن يكون تأويل قوله: {غثاء} أي كالشيء المنسي الذي لا يذكر البتة، لأن أولئك الفراعنة والأكابر إذا هلكوا لم يذكروا البتة ولا افتخر أحد من أولادهم بهم من بعد الهلاك كما افتخر أولاد الأنبياء والرسل والصالحين بآبائهم وأجدادهم من بعدهم، وصاروا مذكورين على أبد الآبدين. فأما أولئك فصاروا خاملي الذكر كالشيء الخسيس المنسي المتروك...
ثم ذكر أنفس قوم عاد وثمود، وشبهها بما ذكر من الغثاء، وكذلك يذكر جميع أهل الشرور والفساد، وذكر في أهل الخير أعمالهم لا أنفسهم، لأن لهم أعمال الخير والصلاح، فتجعل أنفسهم حية بالأعمال كقوله: {وجعلناهم أحاديث} (المؤمنون: 44) جعل أعمالهم أحاديث في ما بينهم.
وأما أهل الكفر والشر فإنهم لا أعمال لهم تذكر، فتذكر أنفسهم بعدا وسحقا.
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
... {فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} فيه وجهان: أحدهما: فبعداً لهم من الرحمة كاللعنة،الثاني: فبعداً لهم في العذاب زيادة في الهلاك،
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
حكى الله أنهم "أخذتهم الصيحة بالحق "والصيحة: الصوت الشديد الذي يفزع منها، فأهلك الله تعالى ثمود بالصيحة وهي صيحة تصدعت منها القلوب...
وقوله "بالحق" معناه على وجه الحق، وهو أخذهم بالعذاب من أجل ظلمهم، بإذن ربهم وهو وجه الحق.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{بالحق} بالوجوب؛ لأنهم قد استوجبوا الهلاك، أو بالعدل من الله، من قولك: فلان يقضي بالحق إذا كان عادلاً في قضاياه...
قوله: {بعدا} بمنزلة اللعن الذي هو التبعيد من الخير، والله تعالى ذكر ذلك على وجه الاستخفاف والإهانة لهم، وقد نزل بهم العذاب دالا بذلك على أن الذي ينزل بهم في الآخرة من البعد من النعيم والثواب أعظم مما حل بهم حالا ليكون ذلك عبرة لمن يجيء بعدهم.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصَّرْصر العاصف القويّ الباردة، {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ} [الأحقاف: 25]. وقوله: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} أي: صرعى هَلْكى كغثاء السيل، وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا ينتفع بشيء منه.
{فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، كقوله: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ} [الزخرف: 76] أي: بكفرهم وعنادهم ومخالفة رسول الله، فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
ولما تسبب عن دعائه أن تعقب هلاكهم، وعد الله له بذلك، قال تعالى: {فأخذتهم الصيحة} أي التي كأنها لقوتها لا صحية إلا هي... {بالحق} أي بالأمر الثابت من العذاب الذي أوجب لهم الذي لا تمكن مدافعته لهم ولا لأحد غير الله، ولا يكون كذلك إلا وهو عدل {فجعلناهم} بعظمتنا التي لا تدانيها عظمة، بسبب الصيحة {غثاء} كأنهم أعجاز نخل خاوية، جاثمين أمواتاً يطرحون كما يطرح الغثاء، وهو ما يحمله السيل من نبات ونحوه فيسود ويبلى فيصير بحيث لا ينتفع به، ونجينا رسولهم ومن معه من المؤمنين، فخاب الكافرون، وأفلح المؤمنون، وكانوا هم الوارثين للأرض من بعدهم.
ولما كان هلاكهم على هذا الوجه سبباً لهوانهم، عبر عنه بقوله: {فبعداً} أي هلاكاً وطرداً. ولما كان كأنه قيل: لمن؟ قيل: لهم! ولكنه أظهر الضمير تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف تحذيراً لكل من تلبس به فقال: {للقوم} أي الأقوياء الذين لا عذر لهم في التخلف عن اتباع الرسل والمدافعة عنهم {الظالمين} الذين وضعوا قوتهم التي كان يجب عليهم بذلها في نصر الرسل في خذلانهم.
تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :
{فبعدا للقوم الظالمين} أي فأبعد الله القوم الكافرين بهلاكهم، إذ كفروا بربهم وعصوا رسوله وظلموا أنفسهم. وفي هذا من الذلة والمهانة لهم والاستخفاف بأمرهم ما لا يخفى، وأن الذي ينزل بهم في الآخرة من البعد من النعيم والثواب أعظم مما حل بهم من العقاب في الدنيا، وفيه عظيم العبرة لمن بعدهم ممن هم عرضة لمثله.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
والغثاء: ما يجرفه السيل من حشائش وأعشاب وأشياء مبعثرة، لا خير فيها، ولا قيمة لها، ولا رابط بينها.. وهؤلاء لما تخلوا عن الخصائص التي كرمهم الله بها، وغفلوا عن حكمة وجودهم في الحياة الدنيا، وقطعوا ما بينهم وبين الملأ الأعلى.. لم يبق فيهم ما يستحق التكريم؛ فإذا هم غثاء كغثاء السيل، ملقى بلا احتفال ولا اهتمام وذلك من فرائد التعبير القرآني الدقيق...
(فبعدا للقوم الظالمين).. بعدا في الحياة وفي الذكرى. في عالم الواقع وفي عالم الضمير.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والصيحة: صوت الصاعقة، وهذا يرجح أو يعيِّن أن يكون هؤلاء القرن هم ثمود قال تعالى: {فأما ثمود فأهْلِكوا بالطاغية} [الحاقة: 5] وقال في شأنهم في سورة الحجر (83) {فأخذتهم الصيحة مصبحين} وإسناد الأخذ إلى الصيحة مجاز عقلي لأن الصيحة سبب الأخذ... والباء في {بالحق} للملابسة، أي أخذتهم أخذاً ملابساً للحق، أي لا اعتداء فيه عليهم لأنهم استحقوه بظلمهم. والغُثاءُ: ما يحمله السيْل من الأعواد اليابسة والورق. والكلام على التشبيه البليغ للهيئة فهو تشبيه حالة بحالة، أي جعلناهم كالغثاء في البِلى والتكدس في موضع واحد فهلكوا هَلكة واحدة...
وفُرع على حكاية تكذيبهم دعاء عليهم وعلى أمثالهم دعاءَ شتم وتحقير بأن يَبْعَدوا تحقيراً لهم وكراهية، وليس مستعملاً في حقيقة الدعاء لأن هؤلاء قد بعدوا بالهلاك. وانتصب {بعداً} على المفعولية المطلقة بدلاً من فعله مثل: تَبّاً وسُحْقاً، أي أتبَّه الله وأسحقه...
والمراد بالقوم الظالمين الكافرون {إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13]. واختير هذا الوصف هنا لأن هؤلاء ظلموا أنفسهم بالإشراك وظلموا هوداً لأنه تعمد الكذب على الله إذ قالوا: {إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً} [المؤمنون: 38]. والتعريف في {الظالمين} للاستغراق فشملهم، ولذلك تكون الجملة بمنزلة التذييل. واللام في {للقوم الظالمين} للتبيين وهي مبيّنة للمقصود بالدعاء زيادة في البيان كما في قولهم: سحقاً لك وتبّاً له، فإنه لو قيل: فبُعدا، لعلم أنه دعاء عليه فبزيادة اللام يزيد بيان المدعو عليهم وهي متعلقة بمحذوف مستأنف للبيان.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
والصيحة بالحق هي إرادة الله التي تكون بالحق دائما، فهي كناية عن إرادة الله تعالى التي لا يتخلف حكمها ساعة من زمان، وكانت هذه الإرادة تتجلى في رجفة تجعل عالي الأرض سافلها، أو تدكدك الديار، أو بريح صرصر عاتية، كما فعل الله مع قوم لوط وعاد وثمود...
ومؤدى هذا القول: أن أولئك الذين كانوا يحسبون أنهم كجلاميد الصخر في عنفهم وعنادهم وإيذائهم قد صاروا شيئا ليس له كيان، وإن كان لهم كيان، فهو لا يبقى زمانين، بل كان رغاء، يعلو وينتفخ ويزول بنفخة واحدة...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظالمين}، الذين بعدوا عن الله ورسله، وظلموا أنفسهم كما ظلموا الرسول والناس والحياة كلها، فأبعدهم الله عن ساحة رحمته.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
هكذا جرى حيث نزلت عليهم صاعقة الموت برعبها الهائل ودمارها الماحق، وقلبت مساكنهم ونثرتها حطاماً، وكانت سريعة خاطفة إلى درجة لم تسمح لهم بالفرار، فدفنوا في منازلهم كما بيّنت الآية الكريمة..
وتشبيه الأجسام الميتة بالغثاء دليل على منتهى ضعفها وانكسارها وتفاهتها، لأنّ هشيم النبات فوق مياه السيل تافه لا قيمة له، ولا أثر له بعد انتهاء السيل... مصير عام وممّا يلفت النظر أنّ آخر عبارة في الآيات ـ موضع البحث ـ أخرجت القضيّة من إطارها وجعلتها قانوناً عامّاً، حيث تقول: (فبعداً للقوم الظالمين) وهذا استنتاج نهائي من كلّ هذه الآيات، فما قيل بصدد إنكار وتكذيب الآيات الإلهيّة والمعاد والعاقبة المؤلمة والنهاية السيّئة لا يختّص بجماعة معيّنة، بل يشمل جميع الظلمة عبر التاريخ.