النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ بِٱلۡحَقِّ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ غُثَآءٗۚ فَبُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (41)

قوله : { فَجَعَلْنَاهُمْ غُثاءً } أي هلكى كالغثاء وفي الغثاء ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنه البالي من الشجر ؛ وهذا قول ابن عباس ومجاهد وقتادة .

والثاني : ورق الشجر إذا وقع في الماء ثم جف ، وهذا قول قطرب .

والثالث : هو ما احتمله الماء من الزبد والقذى ، ذكره ابن شجرة وقاله الأخفش .

{ فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } فيه وجهان :

أحدهما : فبعداً لهم من الرحمة كاللعنة ، قاله ابن عيسى .

الثاني : فبعداً لهم في العذاب زيادة في الهلاك ، ذكره أبو بكر النقاش .