ثم أخبر سبحانه بأنهم أخذتهم الصيحة ، وحاق بهم عذابه ، ونزل عليهم سخطه فقال : { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ } .
قال المفسرون : صاح بهم جبريل صيحة واحدة مع الريح التي أهلكهم الله بها فماتوا جميعا ، وقيل الصيحة هي نفس العذاب والهلاك الذي نزل بهم { بِالْحَقِّ } أي كائنة بالعدل من الله فماتوا ، يقال : فلان يقضي بالحق أي بالعدل ، ثم أخبر سبحانه عما صاروا إليه بعد العذاب النازل بهم فقال :
{ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء } أي كغثاء السيل قيل الغثاء الجفاء ، وقال الزجاج : هو البالي من ورق الشجر إذا جرى السيل فخالط زبده ، وقيل كل ما يلقيه السيل ، والقدر مما لا ينتفع به ، وبه يضرب المثل في ذلك ولامه واو ، لأنه من غثا الوادي يغثوا غثوا ، وكذلك غثت القدر ، وقال المحلي : هو نبت يبس ، وعنه : هو العشب إذا يبس ، والمعنى صيرناهم هلكى فيبسوا كما يبس الغثاء ، وقال ابن عباس : جعلوا كالشيء الميت البالي من الشجر .
{ فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } أي بعدوا بعدا ، أو ألزمنا بعدا فهو إخبار أو دعاء واللام لبيان من قيل له ذلك ، كما في . سقيا له وجدعا له ، قاله الزمخشري ، وقال الحوفي : متعلق ببعدا ، وهذا مردود لأنه لا يحفظ حذف هذه اللام ، ووصول المصدر إلى مجرورها البتة ، ولذلك منعوا الاشتغال في قوله : [ فتعسا لهم ] ، وهو من المصادر المنصوبة بأفعال لا يستعمل إظهارها ، ووضع الظاهر موضع المضمر للتعليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.