بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلصَّيۡحَةُ بِٱلۡحَقِّ فَجَعَلۡنَٰهُمۡ غُثَآءٗۚ فَبُعۡدٗا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (41)

ثم أخبر عن عاقبة أمرهم ، فقال تعالى : { فَأَخَذَتْهُمُ الصيحة بالحق } ؛ يعني : العذاب وهو الريح العقيم ؛ ويقال : وهي صيحة جبريل عليه السلام { فجعلناهم غُثَاء } ، يعني : يابساً ؛ ويقال : هلكى كالغثاء ، وهو جمع غثاء وهو ما على السيل من الزبد ، لأنه يذهب ويتفرق ؛ وقال الزجاج : الغثاء البالي من ورق الشجر ، أي جعلناه يبساً كيابس الغثاء ؛ ويقال : الغثاء النبات اليابس كقوله : { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أحوى } [ الأعلى : 5 ] . ثم قال : { فَبُعْداً } ، يعني : سحقاً ونكساً { لّلْقَوْمِ الظالمين } ، يعني : بعداً من رحمة الله تعالى .