تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (17)

ثم قال [ تعالى ] {[27240]} : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا } ، يعني : الأعراب [ الذين ] {[27241]} يمنون بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم على الرسول ، يقول الله ردًا عليهم : { قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ } ، فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم ، ولله المنة عليكم فيه ، { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي : في دعواكم ذلك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين : " يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟ " كلما قال شيئًا قالوا : الله ورسوله أَمَنُّ {[27242]} .

وقال {[27243]} الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي ، عن محمد بن قيس ، عن أبي عون ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس [ رضي الله عنهما ] {[27244]} قال : جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، أسلمنا وقاتلتك العرب ، ولم تقاتلك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فقههم قليل ، وإن الشيطان ينطق {[27245]} على ألسنتهم " . ونزلت هذه الآية :

ثم قال : لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم روى أبو عون محمد بن عبيد الله ، عن سعيد بن جبير ، غير {[27246]} هذا الحديث{[27247]} .


[27240]:- (8) زيادة من ت.
[27241]:- (9) زيادة من ت، أ.
[27242]:- (10) رواه البخاري في صحيحه برقم (4330) من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه.
[27243]:- (11) في ت: "وروى".
[27244]:- (12) زيادة من ت.
[27245]:- (13) في أ: "ينطق".
[27246]:- (1) في أ: "سوى".
[27247]:- (2) ورواه النسائي في السنن الكبرى برقم (11519) من طريق يحيى بن سعيد الأموي به.