الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (17)

قوله تعالى : " يمنون عليك أن أسلموا " إشارة إلى قولهم : جئناك بالأثقال والعيال . و " أن " في موضع نصب على تقدير لأن أسلموا . " قل لا تمنوا علي إسلامكم " أي بإسلامكم . " بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان " " أن " موضع نصب ، تقديره بأن . وقيل : لأن . وفي مصحف عبد الله " إذ هداكم " . " إن كنتم صادقين " صادقين أنكم مؤمنون . وقرأ عاصم " إن هداكم " بالكسر ، وفيه بعد ؛ لقوله : " إن كنتم صادقين " . ولا يقال يمن عليكم أن يهديكم إن صدقتم . والقراءة الظاهرة " أن هداكم " . وهذا لا يدل على أنهم كانوا مؤمنين ، لأن تقدير الكلام : إن آمنتم فذلك منة الله عليكم .