ثم أخبر الله سبحانه رسوله بما يقوله لهم عند المنّ عليه منهم بما يدّعونه من الإسلام فقال : { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ } أي يعدّون إسلامهم منّة عليك حيث قالوا : جئناك بالأثقال والعيال ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان { قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ إسلامكم } أي لا تعدّوه منّة عليّ ، فإن الإسلام هو المنّة التي لا يطلب موليها ثواباً لمن أنعم بها عليه ، ولهذا قال : { بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ للإيمان } أي أرشدكم إليه وأراكم طريقه سواءً وصلتم إلى المطلوب أم لم تصلوا إليه ، وانتصاب { إسلامكم } إما على أنه مفعول به على تضمين يمنّون معنى يعدّون ، أو بنزع الخافض : أي لأن أسلموا ، وهكذا قوله : { أَنْ هَداكُمْ للإيمان } فإنه يحتمل الوجهين { إِن كُنتُمْ صادقين } فيما تدّعونه ، والجواب محذوف يدلّ عليه ما قبله : أي إن كنتم صادقين ، فللّه المنّة عليكم . قرأ الجمهور { أن هداكم } بفتح «أن » ، وقرأ عاصم بكسرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.