جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (17)

{ يمنون عليك أن أسلموا } أي : بأن أسلموا نزلت{[4709]} في بني أسد حين قالوا : يا رسول الله أسلمنا ، وقاتلتك العرب ولم نقاتلك ، { قل لا تمنوا علي إسلامكم } أي : بإسلامكم ، فنزع الخافض ، أو منصوب بتضمين الاعتداد أي : لا تعتدّوا على إسلامكم ، { بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } : في ادعاء الإيمان أولا نفى الإيمان عنهم وأثبت الإسلام ، وأنكر منتهم عليه بالإسلام ، ثم قال : بل لو صح ادعاؤهم الإيمان الذين هو أعلى من الإسلام فلله المنة عليهم بالهداية{[4710]} له ،


[4709]:ذكره الحافظ أبو بكر البزار [وكذا ذكره الهيثمي في "المجمع:" (7/112) وقال: " رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح"] /12 منه.
[4710]:اعلم أن هذا التوجيه يصح إذا كان قائل آمنا والمان على رسول الله إسلامه قوما واحدا، وهو كذلك، فإن الشيخ أبا الفداء عماد الدين بن كثير نقل في تفسيره عن مجاهد أن الأعراب الذين قالوا آمنا بنو أسد، وقوله:{يمنون عليك أن أسلموا} أنزل فيهم، وقد ذهب البخاري، وبعض المفسرين: إن هؤلاء الأعراب منافقون/12 وجيز. وكذا في المنهية.