الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (17)

ثم قال : { يمنون عليك أن أسلموا } [ 17 ] .

أي : يمنون عليك يا محمد بإسلامهم ، قل لهم : لا تمنوا علي إسلامكم{[64567]} بل الله يمن عليكم بهدايته لكم إلى الإيمان ، ولولا{[64568]} توفيقه لكم ما أسلمتم ، فالمنة له لا إله إلا هو إن كنتم صادقين في قولكم ( أنكم آمنتم ){[64569]} ، فالمنة في ذلك عليكم لله عز وجل{[64570]} ، ولا منة لكم على الله ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفضل المهاجرين بالعطاء ليستألفهم على الإسلام فكرهت الأنصار ذلك وتكلمت ، فأنزل الله عز وجل{[64571]} { يمنون عليك أن أسلموا }{[64572]} الآية ، فلما نزلت أتى الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم{[64573]} يبكون فقالوا يا رسول الله جئتنا ونحن ضلال{[64574]} فهدانا الله بك ، وجئتنا ونحن أذلة{[64575]} فهدانا الله بك ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم{[64576]} لئن قلتم إنك جئتنا ذليلا فأعززناك ومطرودا{[64577]} فآويناك ، فقالت الأنصار بل لله ورسوله المنة علينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الناس دثاري وأنتم شعاري ، ولو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا لسلكت وادي الأنصار ولولا الهجرة لكنت أحدا من الأنصار " {[64578]} .


[64567]:ح: بإسلامكم".
[64568]:ساقط من ع.
[64569]:ح: {إن كنتم آمنتم}.
[64570]:ساقط من ع.
[64571]:ساقط من ع.
[64572]:الحجرات: 17.
[64573]:ع: "عليه السلام".
[64574]:ح: "ظلال": وهو تصحيف.
[64575]:ع: "فأعزنا".
[64576]:ع: "عليه السلام".
[64577]:ح: "ومطرود": وهو خطأ.
[64578]:أخرجه البخاري في باب: مناقت الأنصار 4/222، وابن ماجه في المقدمة – باب: فضل الأنصار 1/58، وأحمد في المسند 2/419 و3/242-و4/42 و5/307، والحميدي في مسنده، أحاديث أنس بن مالك 2/505، والبغوي في شرح السنة- كتاب فضائل الصحابة – باب: فضل الأنصار رضي الله عنه 14/177.