فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (17)

{ يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين( 17 ) } .

مازالت الآيات الكريمة تبين حال هؤلاء الأعراب الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهرون الإسلام وقلوبهم هواء ؛ إنما يحبون المغانم وعرض الدنيا ؛ ويروى أنهم قدموا المدينة في سنة جدبة فأظهروا الشهادتين وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم : جئناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان ، يريدون بذكر ذلك الصدقة ، ويمنون به على النبي عليه الصلاة والسلام .

يحملونك نعمة ثقيلة ، ويعدون إسلامهم تفضلا عليك ، فقل لهم : لا تعتدّوا عليّ إسلامكم ، بل الفضل لله تعالى والمنة ، أن يمدكم بالهداية والتوفيق ، إن كنتم حقا من المصدقين الموقنين .