فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَمُنُّونَ عَلَيۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُواْۖ قُل لَّا تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسۡلَٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (17)

{ يمنون عليك أن أسلموا } أي يعدون إسلامهم منة عليك حيث قالوا جئناك بالأثقال والعيال ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان ، قاله عبد الله ابن أبي أوفى ، أخرجه ابن مردويه وغيره ، قال السيطوي بسند حسن وعن ابن عباس نحوه ، وذكر أنهم بنو أسد كما تقدم ، والمن : تعداد النعم على المنعم عليه ، وهو مذموم من الخلق ، ممدوح من الله تعالى ، ثم أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بما يقوله لهم عند المن عليه بما يدعونه من الإسلام فقال :

{ قل لا تمنوا علي إسلامكم } أي لا تعدوه منة علي ، فإن الإسلام هو المنة التي لا يطلب موليها ثوابا لمن أنهم بها عليه ، ولهذا قل { بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان } أي : أرشدكم إليه وأراكم طريقه سواء وصلتم إلى المطلوب أم لم تصلوا إليه ، قرأ الجمهور بفتح أن وقرئ بكسرها { إن كنتم صادقين } فيما تدعونه ، والجواب محذوف يدل عليه ما قبله أي إن كنتم صادقين فلله المنة عليكم .