قوله : { أَنْ أَسْلَمُواْ } : يجوز فيه وجهان ، أحدهما : أنَّه مفعولٌ به ؛ لأنه ضُمِّن " يَمُنُّون " معنى يَعْتَدُّون " ، كأنه قيل : يَعْتَدُّون عليك إسلامَهم مانِّيْنَ به عليك ؛ ولهذا صَرَّح بالمفعولِ به في قولِه : { لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ } أي : " لا تَعْتَدُّوا عليَّ إسلامَكم " كذا استدلَّ الشيخُ بهذا . وفيه نظرٌ ؛ إذ لقائلٍ أَنْ يقولِ : لا نُسَلِّمُ انتصابَ " إسلامَكم " على المفعولِ به ، بل يجوزُ فيه المفعولُ مِنْ أجلِه ، كما يجوزُ في محلِّ " أَنْ أَسْلَموا " وهو الوجهُ الثاني فيه ، أي : يمنُّون عليك لأجلِ أَنْ أَسْلَمُوا ، فكذلك في قولِه : { لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ } وشروطُ النصبِ موجودةٌ ، والمفعولُ له متى كان مضافاً استوى جَرُّه بالحرفِ ونصبُه .
وقوله : { أَنْ هَداكُمْ } كقولِه : " أن أَسْلَموا " . وقرأ زيد بن علي " إذ هَداكم " ب " إذ " مكانَ " أَنْ " وهي تفيد التعليلَ . وجوابُ الشرطِ مقدرٌ أي : فهو المانُّ عليكم لا أنتم عليه وعليَّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.