لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَآ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ وَإِنَّ ٱلسَّاعَةَ لَأٓتِيَةٞۖ فَٱصۡفَحِ ٱلصَّفۡحَ ٱلۡجَمِيلَ} (85)

قوله سبحانه وتعالى { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق } يعني لإظهار الحق والعذاب ، وهو أن يثاب المؤمن المصدق ويعاقب الجاحد الكافر الكاذب { وإن الساعة لآتية } يعني : وإن القيامة لتأتي ليجازى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته { فاصفح الصفح الجميل } الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي فأعرض عنهم يا محمد واعفُ عنهم عفواً حسناً . واحتمل ما تلقى من أذى قومك وهذا الصفح والإعراض منسوخ بآية القتال ، وقيل فيه بُعد لأن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ، أن يظهر الخلق الحسن وأن يعاملهم بالعفو والصفح الخالي من الجزع والخوف .