لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (122)

{ وآتيناه في الدنيا حسنة } ، يعني : الرسالة والخلة . وقيل : هي لسان الصدق ، والثناء الحسن ، والقبول العام في جميع الأمم ؛ فإن الله حببه إلى جميع خلقه فكل أهل الأديان يتلونه المسلمون واليهود والنصارى ، ومشركو العرب وغيرهم ، وقيل : هو قول المصلي في التشهد : اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم . وقيل : إنه آتاه أولاداً أبراراً على الكبر . { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } ، يعني : في أعلى مقامات الصالحين في الجنة . وقيل : معناه وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، يعني : الأنبياء في الجنة ، فتكون من بمعنى مع ، ولما وصف الله عز وجل إبراهيم عليه السلام بهذه الصفات الشريفة العالية ، أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه سلم باتباعه .