لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (5)

{ أولئك } أي الذين هذه صفتهم { على هدى من ربهم } أي على رشاد ونور من ربهم وقيل على استقامة { وأولئك هم المفلحون } أي الناجون الفائزون نجوا من النار وفازوا بالجنة والمفلح الظافر بالمطلوب أي الذي انفتحت له وجوه الظفر ولم تستغلق عليه ويكون الفلاح بمعنى البقاء قال الشاعر :

لو كان حيِّ مدرك الفلاح *** أدركه مُلاعب الرماح

يريد البقاء فيكون المعنى أولئك هم الباقون في النعيم المقيم والفلاح والظفر وإدراك البغية من السعادة والعز والبقاء والغنى وأصل الفلاح الشق كما قيل : إن الحديد بالحديد يفلح ، أي يقطع ، فعلى هذا يكون المعنى أولئك هم المقطوع لهم بالخير في الدنيا والآخرة .