الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (5)

وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند والحاكم والبيهقي في الدعوات عن أبي بن كعب قال " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : يا نبي الله إن لي أخا وبه وجع قال : وما وجعه ؟ قال : به لمم قال : فائتني به . فوضعه بين يديه فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب ، وأربع آيات من أول سورة البقرة ، وهاتين الآيتين { وإلهكم إله واحد } ( البقرة الآية 163 ) وآية الكرسي ، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة ، وآية من آل عمران ( شهد الله أنه لا إله إلا هو ) ( آل عمران 18 ) وآية من الأعراف ( إن ربكم الله ) ( الأعراف الآية 54 ) وآخر سورة المؤمنين ( فتعالى الله الملك الحق ) ( المؤمنون الآية 116 ) وآية من سورة الجن ( وأنه تعالى جد ربنا ) ( الجن الآية 3 ) وعشر آيات من أول الصافات ، وثلاث آيات من آخر سورة الحشر ، و ( قل هو الله أحد ) و ( المعوذتين ) فقام الرجل كأنه لم يشك قط " .

وأخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل عن أبيه . مثله سواء .

وأخرج الدارمي وابن الضريس عن ابن مسعود قال : من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتين بعد آية الكرسي ، وثلاثا من آخر سورة البقرة ، لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ، ولا شيء يكرهه في أهله ولا ماله ، ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق .

وأخرج الدارمي وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود قال : من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة حتى يصبح . أربع من أولها ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها ، وثلاث خواتيمها . أولها ( لله ما في السماوات ) ( البقرة الآية 284 ) .

وأخرج سعيد بن منصور والدارمي والبيهقي في شعب الإيمان عن المغيرة بين سبيع وكان من أصحاب عبد الله قال : من قرأ عشر آيات من البقرة عند منامه لم ينس القرآن . أربع آيات من أولها ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها ، وثلاث من آخرها . وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره ، وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة ، وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة ، في قبره " .

وأخرج الطبراني في الكبير عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج قال : قال لي أبي : يا بني إذا وضعتني في لحدي فقل : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله . ثم سن علي التراب سنا ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها . فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .

وأخرج ابن النجار في تاريخه من طريق محمد بن علي المطلبي عن خطاب بن سنان عن قيس بن الربيع عن ثابت بن ميمون عن محمد بن سيرين قال : نزلنا يسيرى فأتانا أهل ذلك المنزل فقالوا : ارحلوا فإنه لم ينزل عندنا هذا المنزل أحد إلا اتخذ متاعه فرحل أصحابي وتخلفت للحديث الذي حدثني ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قرأ في ليلة ثلاثا وثلاثين آية لم يضره في تلك الليلة سبع ضار ، ولا لص طار ، وعوفي في نفسه ، وأهله ، وماله حتى يصبح " .

فلما أمسينا حتى رأيتهم قد جاءوا أكثر من ثلاثين مرة ، مخترطين سيوفهم فما يصلون إلي ، فلما أصبحت رحلت فلقيني شيخ منهم فقال : يا هذا إنسي أم جني ؟ قلت : بل إنسي ! قال : فما بالك . . ! لقد أتيناك أكثر من سبعين مرة كل ذلك يحال بيننا وبينك بسور من حديد .

فذكرت له الحديث ، والثلاث وثلاثون آية ، أربع آيات من أول البقرة إلى قوله { المفلحون } وآية الكرسي ، وآيتان بعدها إلى قوله ( خالدون ) ( البقرة الآية 257 ) والثلاث آيات من آخر البقرة ( لله ما في السماوات وما في الأرض ) ( البقرة الآية 284 ) إلى آخرها وثلاث آيات من الأعراف ( إن ربكم الله ) إلى قوله ( من المحسنين ) ( الأعراف الآية 54 - 57 ) وآخر بني إسرائيل ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) ( الإسراء الآية 110 ) إلى آخرها ، وعشر آيات من أول الصافات إلى قوله ( لازب ) وآيتان من الرحمن ( يا معشر الجن والإنس ) إلى قوله ( فلا تنتصران ) ( الرحمن الآية 33 - 34 ) ومن آخر الحشر ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) ( الحشر الآية 21 ) إلى آخر السورة ، وآيتان من ( قل أوحي إلي ) إلى ( وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ) إلى قوله ( شططا ) ( الجن الآية 1 – 4 ) .

فذكرت هذا الحديث لشعيب بن حرب فقال لي : كنا نسميها آيات الحرب ، ويقال : إن فيها شفاء من كل داء . فعد علي الجنون ، والجذام ، والبرص ، وغير ذلك . قال محمد بن علي : فقرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عنه ذلك .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : من قرأ عشر من سورة البقرة أول النهار لا يقربه شيطان حتى يمسي ، وإن قرأها حين يمسي لم يقربه حتى يصبح ، ولا يرى شيئا يكرهه في أهله وماله ، وإن قرأها على مجنون أفاق . أربع آيات من أولها ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها ، وثلاث آيات من آخرها .