{ أولئك على هدى من ربهم } الموصوفون بالصفات التي أرشدت إليها الآيات المباركات السابقات يفوزون بالتمكن من الهدى ؛ فالعرب تقول : فلان على الحق ، أي متمكن من الحق ، فلان على الباطل أي موغل فيه ، متشبث به وقد يصرحون بذلك فيقولون : اتخذ الغواية مركبا ؛ أما الذين صدقوا واستمسكوا بالوحي فإن مولاهم تبارك اسمه أصلحهم وحبب إليهم الاستقامة ؛
يقول الحكماء : الهدى من الله كثير ، ولا يصلحه إلا بصير ولا يعمل به إلا يسير ألا ترى أن نجوم السماء يبصرها البصراء ، ولكن لا يهتدي بها إلا العلماء .
{ أولئك هم مفلحون } هم الفائزون الرابحون في الدنيا والآخرة ؛ قال ابن أبي إسحاق عن ابن عباس : هم الذين أدركوا ما طلبوا ونجو من شر ما منه هربوا وأما معنى قوله { أولئك على هدى من ربهم } فإن معنى ذلك أنهم على نور من ربهم وبرهان واستقامة وسداد بتسديد الله إياهم وتوفيقه لهم ، - وتأويل قوله { أولئك هم المفلحون } أي : أولئك هم المنجحون المدركون ما طلبوا عند الله تعالى ذكرهم بأعمالهم وإيمانهم بالله وكتبه ورسله من الفوز بالثواب والخلود في الجنان ، والنجاة مما أعد الله تبارك وتعالى لأعدائه من العقاب-{[122]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.