وقوله : ( أُوْلاَئِكَ عَلَى هُدىً مِّن رَّبِّهِمْ )[ 4 ] أي على هداية ورشد وبيان .
قال محمد بن إسحاق( {[656]} ) : " على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم( {[657]} ) " .
و " أولاء " جمع " ذا " المبهم من غير لفظه ، وهو مبني على الكسر لالتقاء الساكنين وعلة بنائه مشابهته( {[658]} ) للحروف ، وإنما شابه الحروف لمخالفته لجميع الأسماء إذ لا يستقر على مسمى ، فلما خالف جميع الأسماء والحروف أيضاً مخالفة لجميع الأسماء( {[659]} ) إذ لا تفيد معنى في نفسها ، إنما تفيده في غيرها ، والأسماء تفيد المعاني بأنفسها ، فاتفقا في مخالفة الأسماء فبنيت هذه الأسماء لذلك . وحق البناء السكون ، لكن اجتمع في آخر " أولاء " ألفان فأبدل من الثانية همزة وكسرت لسكونها وسكون ما قبلها والكاف لا موضع لها ، إنما هي للمخاطب ككاف " ذلك " .
وقوله : ( هُمُ المُفْلِحُونَ )[ 4 ] .
( هُمُ ) : مبتدأ و( الْمُفْلِحُونَ ) : الخبر ، والجملة : خبر عن ( أُوْلاَئِكَ )( {[660]} ) ويجوز أن تكون( {[661]} ) ( هُمُ ) : فاصلة لا موضع لها من الإعراب( {[662]} ) وهي وأخواتها يدخلن فواصل بين الابتداء والخبر دخل( {[663]} ) عليه عامل أم لم يدخل ، ولا تكون إلا إذا كان الخبر معرفة أو ما قارب( {[664]} ) المعرفة ، فإن كان الخبر نكرة أو فعلاً أو جملة لم تكن إلا مبتدأة .
فهذا أصل الفاصلة فاعرفه ، وهي تكون فاصلة على أحد ثلاثة أوجه :
- إما أن تكون فصلاً بين المعرفة والنكرة ، فيكون دخولها يدل على أنالخبر معرفة أو ما قرب( {[665]} ) من المعرفة .
- والثاني : أن تدخل فصلاً بين النعت والخبر ، فدخولها فاصلة يدل على أن ما بعدها خبر لما قبلها ، وليس بنعت( {[666]} ) لما/ قبلها ، فإذا قلت : " إن زيداً هو الظريف " علم بدخول " هو " أن " الظريف " خبر ، وليس بنعت لزيد .
- والثالث : أن تدل( {[667]} ) بدخولها مع " كان " ، على أن " كان " هي الناقصة التي تحتاج إلى خبر ، وليست ب " كان " التامة التي لا تحتاج إلى خبر ، ولا تكون الفاصلة إلا وهي الأولى( {[668]} ) .
في المعنى تقول : " كان زيد هو( {[669]} ) العاقل " . " فهو " : هو/ زيد في المعنى ، ولو قلت : " كان زيد( {[670]} ) أنت الضارب إياه " ، لم تكن " أنت " فاصلة ، لأنها ليست هي الأولى في المعنى ، ولا تكون هنا إلا مبتدأة .
وأصل الفلاح البقاء في الخير( {[671]} ) ، فالمعنى( {[672]} ) : وأولئك هم الباقون في النعيم المقيم ، والمؤمن مفلح لبقائه في الجنة ، ثم اتسع فيه ، فقيل لكل من قال خيراً : مفلح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.