تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (5)

الآية 5 : وقوله تعالى : ( أولئك على هدى من ربهم ) قيل : على صواب ورشد من ربهم ، وقيل : إنهم على بيان من ربهم . لكن البيان ليس المؤمن أحق به من الكافر ؛ لأنه يبين للكافر ما يحتاج إليه : إما من جهة العقل وإما من جهة السمع فظهر بهذا أن الأول أقرب إلى الاحتمال من الثاني .

وقوله تعالى : ( وأولئك هم المفلحون ) قيل فيه بوجوه : قيل : الباقون في نعم الله تعالى والخير ، وقيل : الظافرون بحاجتهم ، يقال : أفلح : أي ظفر بحاجته ، وقيل : المفلحون ، هم السعداء ؛ يقال : أفلح أي سعد ، وقيل : المفلحون الناجون ، يقال{[170]} : أفلح : أي نجا . وكله يرجع إلى واحد ، كقوله ( فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) [ آل عمران : 185 ] ، [ وكل واحد : ممن ]{[171]} زحزح عن النار فقد فاز ، [ ومن أدخل الجنة فقد فاز ]{[172]} فكذلك الأول .


[170]:- من ك م، في الأصل و ط ع: فيقال.
[171]:- من ط ع، في الأصل: وكل واحد من زحزح، في ط م: وكله واحد ممن زحزح.
[172]:- من ط م و ط ع، ساقطة من الأصل.