قوله عز وجل : { قد خلت من قبلكم سنن } يعني قد انقضت من قبلكم سنة الله في الأمم الماضية بالهلاك والاستئصال ، لأنهم خالفوا الأنبياء والرسل للحرص على الدنيا وطلب لذاتها والبقاء فيها ، فانقرضوا ولم يبق منهم أحد ، وقيل في معنى السنة : الطريقة المستقيمة والمثال المتبع . لكل أمة سنة ومنهاج إذا اتبعوه رضي الله عنهم بذلك . وقيل سنن أي شرائع ، وقيل سنن أي أمم ، والسنة الأمة ، ومعنى الآية : قد مضت وسلفت مني سنن فيمن كان قبلكم من الأمم الماضية الكافرة بإمهالي واستدراجي إياهم ، حتى يبلغ الكتاب أجله فيهم الذي أجلته لإهلاكهم { فسيروا في الأرض } أمر ندب لا على سبيل الوجوب بل المقصود تعرف أحوال الأمم الماضين بقوله { فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } فرغب أمة محمد صلى الله عليه وسلم في تأمل أحوال الأمم الماضية ، ليصير ذلك داعياً لهم إلى الإيمان بالله ورسوله والإعراض عن الدنيا ولذاتها . وفيه أيضاً زجر للكافر عن كفره ، لأنه إذا تأمل أحوال الكفار وإهلاكهم صار ذلك داعياً إلى الإيمان ، لأن النظر إلى آثار المتقدمين له أثر في النفس كما قيل :
إن آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار
وفي هذه الآية تسلية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جرى لهم في غزوة أحد يقول فإني إنما أمهلت الكفار حتى يبلغ الكتاب أجله فيهم الذي أجلته لهم في إهلاكهم ونصر محمد صلى الله عليه وسلم وأوليائه وهلاك أعدائه . قوله عز وجل :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.