إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (137)

{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } رجوعٌ إلى تفصيل بقيةِ القصةِ بعد تمهيدِ مبادئ الرشدِ والصلاح وترتيبِ مقدماتِ الفوزِ والفلاحِ . والخلوُّ المُضِيُّ ، والسننُ الوقائعُ ، وقيل : الأممُ . والظرفُ إما متعلقٌ بخلَتْ أو بمحذوف وقع حالاً من سننٌ أي قد مضت من قبل زمانِكم أو كائنةً من قبلكم وقائعُ سنّها الله تعالى في الأمم المكذِّبة كما في قوله تعالى : { وَقُتّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا } [ الأحزاب ، الآية 61 ، 62 ] الخ ، والفاءُ في قوله تعالى : { فَسِيرُوا فِي الأرض فانظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين } للدِلالة على سببية خلوِّها للسير والنظر أو للأمر بهما ، وقيل : المعنى على الشرط : أي إنْ شككتم فسيروا الخ ، وكيف خبرٌ مقدمٌ لكان معلقٌ بفعل النظر ، والجملةُ في محل النصبِ بعد نزعِ الخافضِ لأن الأصلَ استعمالُه بالجار .