الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (137)

وقوله سبحانه : { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأرض }[ آل عمران :137 ] .

الخطابُ للمؤمنين ، والمعنى : لا يذهب بكُمْ أنْ ظَهَرَ الكُفَّار المكذِّبون عليكم بِأُحُدٍ ، فإن العاقبة للمتَّقين ، وقديماً ما أدال اللَّه المُكَذِّبين على المؤمنين ، ولكن انظروا كيْفَ هلَك المكذِّبون بَعْدَ ذلك ، فكذلك تكُونُ عاقبةُ هؤلاءِ ، وقال النَّقَّاش : الخِطَابُ ب { قَدْ خَلَتْ } للكُفَّار .

وقال ( ع ) : وذلك قَلِقٌ ، وخَلَتْ : معناه : مضَتْ ، والسُّنَن : الطرائِقُ .

وقال ابنُ زَيْد : سُنَنَ : معناه : أمثال ، وهذا تفسيرٌ لا يخُصُّ اللفظة ، وقوله : { فانظروا } هو عند الجمهورِ مِنْ نَظَر العَيْن ، وقال قومٌ : هو بالفكْر .