فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ} (137)

{ خلت } مضت . { سنن } أمم ، أو طرق أو نذر مما جرى للمجرمين .

- يعني بقوله تعالى : { قد خلت من قبلكم سنن } مضت وسلفت مني فيمن كان قبلكم يا معشر أصحاب محمد وأهل الإيمان به من نحو قوم عاد وثمود وقوم هود وقوم لوط وغيرهم من سلاف الأمم قبلكم ، { سنن } : يعني مثلات سير بها فيهم وفيمن كذبوا بهم من أنبيائهم الذي أرسلوا إليهم بإمهالي أهل التكذيب بهم واستدراجي إياهم حتى إذا بلغ الكتاب فيهم الذي أجلته لإدالة أنبيائهم وأهل الإيمان بهم عليهم ، ثم أحللت بهم عقوبتي وأنزلت بساحتهم نقمتي فتركتهم لمن بعدهم أمثالا وعبرا ، { فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } : يقول فسيروا أيها الضانون إن إدالتي من أدلت أهل الشرك يوم أحد على محمد وأصحابه لغير استدراج مني لمن أشرك بي ، وكفر برسلي ، وخالف أمري في ديار الأمم الذين كانوا قبلكم ممن كان على مثل الذي عليه هؤلاء المكذبون برسلي والجاحدون وحدانيتي ، فانظروا كيف كان عاقبة تكذيبهم أنبيائي ، وما الذي آل إليه عن خلافهم أمري وإنكارهم وحدانيتي ، فتعلموا عند ذلك أن إدالتي من أدلت من المشركين على نبيي محمد وأصحابه استدراج وإمهال ليبلغ الكتاب أجله الذي أجلت لهم ، ثم إما أن يؤول حالهم إلى مثل ما آل إليه حال الأمم الذين سلفوا قبلهم من تعجيل العقوبة عليهم ، أو ينيبوا إلى طاعتي واتباع رسولي-{[1147]} .


[1147]:من جامع البيان.