قوله : { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } هذا رجوع إلى وصف باقي القصة . والمراد بالسنن : ما سنّه الله في الأمم من وقائعه ، أي : قد خلت من قبل زمانكم وقائع سنّها الله في الأمم المكذبة ، وأصل السنن جمع سنة : وهي الطريقة المستقيمة ، ومنه قول الهذلي :
فَلا تَجْزَعَن مِنْ سُنَّة أنْتَ سِرْتَها *** فَأوّلُ راضٍ سُنَّةً مَن يَسيرها
والسنة : الإمام المتبع المؤتمّ به ، ومنه قول لبيد :
مِنْ مَعْشَرٍ سَنَّت لَهُمْ آباؤُهُم *** وَلِكُلِّ قَوْمِ سِنةٌ وإمامُ
والسنة : الأمة ، والسنن : الأمم ، قاله المفضل الضبي . وقال الزجاج : المعنى في الآية : أهل سنن ، فحذف المضاف ، والفاء في قوله : { فَسِيرُوا } سببية ؛ وقيل : شرطية ، أي : إن شككتم ، فسيروا . والعاقبة : آخر الأمر ، والمعنى : سيروا ، فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ، فإنهم خالفوا رسلهم بالحرص على الدنيا ، ثم انقرضوا ، فلم يبق من دنياهم التي آثروها أثر . هذا قول أكثر المفسرين . والمطلوب من هذا السير المأمور به هو : حصول المعرفة بذلك ، فإن حصلت بدونه ، فقد حصل المقصود ، وإن كان لمشاهدة الآثار زيادة غير حاصلة لمن لم يشاهدها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.