{ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين }
سنن : السنن والطرائق والمراد منها عقوبات الأمم المكذبة .
137- { قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين }
يشبه ان تكون هذه الآيات في التعقيب على غزوة أحد ولعل إنسانا يتساءل عن سر هزيمة المؤمنين أو تعرضهم للبلاء وعن سر انتصار الكفار أو حصولهم على المال والغنى والسلطان في هذه الدنيا فبين سبحانه في هذه الآية ما يجيب على التساؤل :
والمراد بالسنن هنا : وقائع في الأمم المكذبة أجراها الله تعالى على حسب عادته وهي الإهلاك والدمار بسبب كفرهم وفسوقهم عن أمره .
والمعنى : انه قد مضت من قبل زمانكم طرائق سنها الله تعالى فالحق يصارع الباطل وينتصر أحدهما على الآخر بما سنه سبحانه من سنة النصر والهزيمة .
وقد جرت سننه في خلقه أن يجعل العاقبة للمؤمنين الصادقين وان يملى للكافرين ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر فإن كنتم في شك من ذلك : { فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين }
أي فسيروا في الأرض متأملين متبصرين فسترون الحال السيئة التي انتهى إليها المكذبون من تخريب ديارهم وبقايا آثارهم .
قالوا ليس المراد بقوله فسيروا في الأرض الأمر بذلك لا محالة بل المقصود تعرف أحوالهم فإن حصلت هذه المعرفة بغير المسير في الأرض كان المقصود حاصلا94 .
{ فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } .
المقصود بهذا التعبير تصوير حالة هؤلاء المكذبين التي تدعو إلى العجب وتثير الاستغراب وتغرس الاعتبار والاتعاظ في قلوب المتأملين .
لان هؤلاء المكذبين مكن الله لهم في الأرض ومنحهم الكثير من نعمه ولكنهم لم يشكروه عليها فأهلكهم الله بسبب طغيانهم .
فهذه الآية وأشباهها من الآيات تدعو الناس إلى الاعتبار بأحوال من سبقوهم وإلى الاتعاظ بأيام الله وبالتاريخ وما فيه من أحداث وبالآثار التي تركها السابقون فإنها دليل واضح وشاهد يتحدث كما قال الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.