لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ فَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ أَوۡلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡۖ وَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرًا} (89)

قوله عز وجل : { ودوا } يعني تمنى أولئك الذين رجعوا عن الإيمان إلى الارتداد والكفر { لو تكفرون } يعني تكفرون أنتم يا معشر المؤمنين { كما كفروا فتكونون سواء } في الكفر { فلا تتخذوا منهم أولياء } يعني من الكفار ، منع المؤمنين من موالاتهم { حتى يهاجروا } يعني يسلموا أو يهاجروا { في سبيل الله } معكم وهي هجرة أخرى والهجرة على ثلاثة أوجه :

الأولى هجرة المؤمنين في أول الإسلام من مكة إلى المدينة . الثانية هجرة المؤمنين وهي الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله مخلصين صابرين محتسبين كما حكى الله عنهم ، وفي هذه الآية منع المؤمنين من موالاة المنافقين حتى يهاجروا ،

والهجرة الثالثة هجرة المؤمنين ما نهى الله عنه بقوله { فإن تولوا } يعني فإن أعرضوا عن الإسلام والهجرة ، واختاروا الإقامة على الكفر { فخذوهم } الخطاب للمؤمنين أي خذوهم أيها المؤمنون { واقتلوهم حيث وجدتموهم } يعني إن وجدتموهم في الحل والحرم { ولا تتخذوا منهم ولياً } يعني في هذه الحالة { ولا نصيراً } يعني ينصركم على أعدائكم لأنهم أعداء .