بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ فَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ أَوۡلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡۖ وَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرًا} (89)

ثم قال تعالى : { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } أي ترجعون عن هجرتكم { كَمَا كَفَرُواْ } أي كما رجعوا { فتكونوا } أنتم وهم على الكفر { فِيهِ سواء } ومن هذا يقال في المثل : إن من أحرق يوماً كدسه يتمنى حرق أكداس الأمم ، فكذلك الكفار كانوا يتمنون أن يكون الناس كلهم كفاراً ، حتى يحترقوا معهم . قال الله تعالى : { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء } في الدين والنصرة { حتى يُهَاجِرُواْ في سَبِيلِ الله } حتى يتوبوا ويرجعوا إلى دار الهجرة بالمدينة { فَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني : أبوا الهجرة { فَخُذُوهُمْ } يعني : فأسروهم { واقتلوهم حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } يعني : أين وجدتموهم من الأرض { وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } في العون .