{ وَدُّواْ } أي تمنّوا { لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً } شركاء في ذلك مثلهم كفاراً ، ثمّ أمرهم بالبراءة منهم فقال { فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّى يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } الثانية معكم .
قال عكرمة : هي هجرة أخرى وبيعة اخرى ، والهجرة على ثلاثة أوجه : أما هجرة المؤمنين أوّل الإسلام فمضى في قوله
{ لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ } [ الحشر : 8 ] وقوله { حَتَّى يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } ، وأما هجرة [ المؤمنين ] فهي الخروج في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صابراً محتسباً . قال الله { حَتَّى يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } ، وأما هجرة المؤمنين فهي أن يهجروا ما نهى الله عنه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { فَإِنْ تَوَلَّوْاْ } عن التوحيد والهجرة { فَخُذُوهُمْ } يقول اسروهم { فَخُذُوهُمْ } يعني في الحل والحرم { وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } يعني ما ينافي العون والنصرة ، وقوله
{ لَوْ تُدْهِنُ } [ القلم : 9 ] لم يرد به جواباً للتمني لأن جواب التمني بالفاء منصوب ، وإنما أراد به النسق على من نزل { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } وودّوا لو تكونون سواء مثل قوله تعالى :
{ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [ القلم : 9 ] أي ودّوا لو تدهن وودّوا لو تكفرون ، ومثله { وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ } [ النساء : 102 ] أي ودّوا لو تغفلون وودّوا لو تميلون ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.