لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{فَلَا تَهِنُواْ وَتَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} (35)

{ فلا تهنوا } الخطاب فيه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم هو عام لجميع المسلمين يعني فلا تضعفوا أيها المؤمنون { وتدعوا إلى السلم } يعني ولا تدعوا الكفار إلى الصلح أبداً منع الله المسلمين أن يدعوا الكفار إلى الصلح وأمرهم بحربهم حتى يسلموا { وأنتم الأعلون } يعني وأنتم الغالبون لهم والعالون عليهم . أخبر الله تعالى أن الأمر للمسلمين والنصرة والغلبة لهم عليهم وإن غلبوا المسلمين في بعض الأوقات { والله معكم } يعني بالنصر والمعونة ومن كان الله معه فهو العالي الغالب { ولن يتركم أعمالكم } يعني لن ينقصكم شيئاً من ثواب أعمالكم . وقال ابن عباس وغيره : لن يظلمكم أعمالكم الصالحة بل يؤتيكم أجورها ثم حض على الآخرة بذم الدنيا .