لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (8)

{ والذين كفروا فتعساً لهم } قال ابن عباس : يعني بعداً لهم . وقال أبو العالية : سقوطاً لهم وقال الضحاك : خيبة لهم . وقال ابن زيد : شقاء لهم . وقيل : التعس في الدنيا العثرة وفي الآخرة التردي في النار . يقال للعاثر : تعساً إذا دعوا عليه ولم يريدوا قيامه وضده لعا إذا دعوا له وأرادوا قيامه وفي هذا إشارة جليلة وهي أنه تعالى لما قال في حق المؤمنين { ويثبت أقدامكم } ، يعني في الحرب والقتال ، كان من الجائز أن يتوهم متوهم أن الكافر أيضاً يصبر ويثبت قدمه في الحرب والقتال فأخبر الله تعالى أن لكم الثبات أيها المؤمنون ولهم العثار والزوال والهلاك وقال في حق المؤمنين بصيغة الوعد لأن الله تعالى لا يجب عليه شيء وقال في حق الكفار بصيغة الدعاء عليهم { وأضل أعمالهم } يعني أبطل أعمالهم لأنها كانت في طاعة الشيطان .