ولما ذكر أهل الإيمان{[59420]} ، بين ما لأهل الكفران ، فقال سبحانه : { والذين كفروا } أي ستروا ما دل عليه العقل وقادت إليه الفطر الأولى ، وبين أن سوء أعمالهم أسباب وبالهم بالفاء . فقال مؤكداً بجعل الخبر مفعولاً مطلقاً {[59421]}لأجل استبعادهم{[59422]} بما لهم من القوة بكثرة العدد والملاءة{[59423]} بالعدد : { فتعساً } أي فقد عثروا{[59424]} فيقال لهم ما يقال للعاثر الذي يراد{[59425]} أنه لا يقوم : تعساً لا قيام معه ، كما يقال لمن عثر وأريد قيامه : تعساً لك-{[59426]} ، والمراد بالتعس الانحطاط والسفول والهوان والقلق .
ولما كان كأنه قيل : لمن هذا ؟ قيل{[59427]} : { لهم } فلا يكادون يثبتون في قتال لمن صلحت{[59428]} من الأعمال .
ولما كان الإنسان قد يعثر ويقع ويقال له : تعساً ، ويقوم بعد ذلك ، ولا يبطل عمله{[59429]} ، بين أن قوله ليس كذلك ، بل مهما قاله كان لا يتخلف أصلاً ، فقال معبراً بالماضي إشارة إلى التحتم فيه ، وأما الاستقبال فربما تاب{[59430]} على بعضهم{[59431]} فيه عاطفاً على ما تقديره فقال تعالى لهم ذلك : { وأضل أعمالهم * } وإن كانت ظاهرة الإيقان لأجل تضييع الأساس بالإيمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.