السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعۡسٗا لَّهُمۡ وَأَضَلَّ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (8)

ولما بين تعالى ما لأهل الإيمان بين ما لأهل الكفران بقوله تعالى : { والذين كفروا } وهو مبتدأ أي : ستروا ما دل عليه العقل ، وقادت إليه الفطرة الأولى ، وخبره تعسوا يدل عليه قوله تعالى : { فتعساً لهم } أي : هلاكاً لهم وخيبة من الله تعالى ، وقال ابن عباس : أي بعداً لهم وقيل التعس الجرّ على الوجه ، والنكس : الجرّ على الرأس وقوله تعالى : { وأضل أعمالهم } عطف على تعسوا أي : أبطلها وإن كانت ظاهرة الإتقان ؛ لأجل تضييع الأساس وهو الإيمان .