لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ} (30)

فقال تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها } أي بسطها ومدها قال أمية بن أبي الصلت :

دحوت البلاد فسويتها *** وأنت على طيها قادر

فإن قلت ظاهر هذه الآية ، يقتضي أن الأرض خلقت بعد السّماء بدليل قوله تعالى { بعد ذلك } وقد قال تعالى : في حم السّجدة { ثم استوى إلى السماء } فكيف الجمع بين الآيتين وما معناهما .

قلت خلق الله الأرض أولاً مجتمعة ، ثم سمك السماء ثانياً ، ثم دحا الأرض بمعنى مدها وبسطها . ثالثاً ، فحصل بهذا التفسير الجمع بين الآيتين ، وزال الإشكال قال ابن عباس : خلق الله الأرض بأقواتها ، من غير أن يدحوها قبل السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، وقيل معناه والأرض مع ذلك دحاها كقوله{ عتل بعد ذلك زنيم }[ القلم : 13 ] أي مع ذلك .