صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا} (24)

{ ولا تطع منهم . . . } أي لا تطع منهم داعيا إلى الإثم ، ولا داعيا إلى الكفر . ولم يؤت بالواو لاحتمال الكلام عليه النهي عن المجموع ، ويحصل الامتثال بالانتهاء عن واحد دون الآخر . قال الزجاج : إن " أو " هاهنا أوكد من الواو ؛ لأنك إذا قلت : لا تطع زيدا وعمرا ؛ فأطاع أحدهما كان غير عاص ، فإذا أبدلتها بأو فقد دللت على أن كل واحد منهما أهل لأن يعصى ، ويعلم منه النهى عن إطاعتهما معا .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعۡ مِنۡهُمۡ ءَاثِمًا أَوۡ كَفُورٗا} (24)

قوله : { فاصبر لحكم ربك } اصبر على ما ابتليت به من تبليغ الرسالة وأداء الأمانة للعالمين ولا تبتئس مما يصيبك من أذى المشركين وافترائهم عليك وصدهم عن دينك { ولا تطع منهم آثما أو كفورا } الآثم ، الفاجر المتلبّس بالإثم والخطيئة . والكفور ، الجاحد المكذب . نزلت هذه الآية في العدو الأثيم الكفور أبي جهل ، إذ قال : إن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه فأنزل الله الآية على رسوله محرضا له على الصبر واحتمال المكاره في سبيل الله وأن يمضي لما أمره الله به من وجيبة التبليغ .