صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا} (6)

{ إن ناشئة الليل } أي إن العبادة التي تحدث في الليل{ هي أشد وطأ } ثباتا في القلب ورسوخا فيه . { وأقوم قيلا } أبين قولا ، وأشد مقالا ، وأصوب قراءة من عبادة النهار ؛ لحضور القلب ، وهدوء الأصوات والحركة بالليل ؛ وذلك أجمع للفكرة ، وأبعث على التأمل والاستفادة . وقيل الناشئة : النفس المتهجّدة التي تنشأ من مضجعها – أي تنهض – إلى العبادة ؛ من نشأ من مكانه ونشر : إذا نهض . أو هي ساعات الليل وأوقاته ؛ لأنها تنشأ واحدة بعد واحدة ، أي متعاقبة . والمراد : الحث على الاستدامة على هذه العبادة الليلية ، والترغيب فيها بذكر مزاياها وآثارها في ترويض النفوس وشحذ القوى ؛ استعدادا للقيام بما سيشرع من التكاليف .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡـٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا} (6)

{ إن ناشئة الليل } في الناشئة سبعة أقوال :

الأول : أنه النفس الناشئة بالليل أي : التي تنشأ من مضجعها وتقوم للصلاة .

الثاني : الجماعات الناشئة الذين يقومون للصلاة .

الثالث : العبادة الناشئة بالليل أي : تحدث فيه .

الرابع : الناشئة القيام بعد النوم فمن قام أول الليل قبل أن ينام فلم يقم ناشئة .

الخامس : الناشئة القيام أول الليل بعد العشاء .

السادس : الناشئة بعد المغرب والعشاء .

السابع : ناشئة الليل ساعاته كلها { هي أشد وطئا } يحتمل معنيين :

أحدهما : أثقل وأصعب على المصلي ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم اشدد وطأتك على مضر ، والأثقل أعظم أجرا " فالمعنى تحريض على قيام الليل لكثرة الأجر .

الثاني : أشد ثبوتا من أجل الخلوة وحضور الذهن والبعد عن الناس ويقرب هذا من معنى أقوم قيلا وقرئ وطئا بكسر الواو على وزن فعال ومعناه : موافقة أي : يوافق القلب واللسان بحضور الذهن .