وقوله سبحانه : { إِنَّ نَاشِئَةَ الليل } قال ابن جُبَيْرٍ وغيره : هي لَفْظَةٌ حَبَشِيَّةٌ ؛ نَشَأَ الرجلُ إذا قَامَ من الليلِ ف { نَاشِئَةَ } على هذا جَمْعُ ناشئ أي : قَائِمٌ ، و{ أَشَدُّ وَطْأً } معناه : ثُبُوتاً واسْتِقْلاَلاً بالقيام ، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وجماعة كابن عباس وابن الزبير وغيرهم : ( وطَاءً ) بكسر الواوِ مَمْدُوداً عَلى وَزْنِ «فِعَالِ » على معنى المُوَاطَأَةِ والموَافَقَةِ ، وهو أن يواطئ قلبَه لسانهُ ، والموَاطأةُ هِي الموافَقَةُ ، فهذه مواطأَةٌ صحيحة ؛ لخلو البَالِ من أشْغَالِ النَّهارِ ، وبهذا المعنى فَسَّر اللفظَ مجاهدٌ وغيره ، قال الثعلبيّ : واخْتَارَ هذه القراءةَ أبو عبيدِ وقال جماعة : { نَاشِئَةَ الليل } سَاعَاتُه كلُّها ، لأَنَّها تَنْشَأ شَيْئاً بعد شيءٍ ، وقيل في تفسير { نَاشِئَةَ الليل } غَيْرُ هذا ، وقرأ أنس بن مالك و( أصْوَبُ قِيلاً ) فقيل له : إنما هو{ أَقْوَمُ } فَقَالَ : أقْوَمُ وأصْوَبُ وَاحِدٌ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.