ثم قال : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا . . )
قال ابن عمر {[71063]} وأنس بن مالك {[71064]} وعلي بن الحسين {[71065]} ، ناشئة الليل : ما بين المغرب والعشاء .
وقال الحسن والحكم : ناشئة الليل من العشاء الآخرة إلى الصبح {[71066]} ، وقال ابن عباس و( ابن ) {[71067]} الزبير : الليل كله ناشئة {[71068]} وهو قول ابن جبير ومجاهد {[71069]} ، وأصله من نشأ إذا ابتدأ {[71070]} ، فعل هذا بناه من قال إنه {[71071]} من المغرب إلى العشاء الآخرة .
وقد قال الكسائي {[71072]} : ناشئة الليل أوله {[71073]} .
معناه : أثبت قياما {[71074]} .
قال المفسرون : هي أثبت في الخير وأحفظ للقلب {[71075]} ، لأن النهار يضطرب {[71076]} فيه الناس لمعاشهم ، والليل أخلى وأثبته في القيام {[71077]} .
وقيل : معناه : إن صلاة ناشئة الليل هي أشد( وطأ ) {[71078]} على المصلي من صلاة النهار لأن الليل للنوم ، فهي وإن كانت أصعب[ فهي ] {[71079]} أقوم قيلا {[71080]} [ أي ] {[71081]} : أصوب قولا لأن القارئ لا يشغله عن قراءته في الليل شيء يشغله في النهار ما يرى من التصرف {[71082]} ومن [ يعرض ] {[71083]} له من الأمور .
وقيل معناه : ( أشد وطئا ) : أشد أمرا وأشد [ مكابدة ] {[71084]} واحتمالا ومنه قول النبي-صلى الله عليه وسلم- : " اللهم اشدد وطأتك {[71085]} على مضر {[71086]} " {[71087]} وطئت وطأ ، مثل شربت شربا ولقمت لقما {[71088]} .
فأما من قرأ " وِطاء " {[71089]} فإنه جعله مصدر {[71090]} مواطأة ووطاء {[71091]} .
ومعناه : أشد مواطأة {[71092]} للسمع والقلب {[71093]} ، أي : يواطئ فيه السمع القلب فلا يشتغل القلب بشيء عن فهم ما يقرأ ا ، سماعه {[71094]} . وقيل : معناه : اشد علاجا {[71095]} .
قال ابن عباس : ( أشد وطئا ) أي أجدر أن {[71096]} يحصوا ما فرض الله عليهم من القيام . قال : وكانت صلاتهم أول الليل {[71097]} .
وقال {[71098]} الضحاك : معناه قراءة القرآن بالليل أثبت منها في النهار {[71099]} .
وقال مجاهد : ( أشد وطئا ) {[71100]} أي {[71101]} يتواطأ {[71102]} قلبك وسمعك وبصرك بعضه بعضا {[71103]} .
- وقوله {[71104]} : ( وأقوم قيلا )
أي : وأصوب قراءة {[71105]} .
قالجاهد : وأثبت قراءة {[71106]} .
وقال ابن عباس : معناه يقول : أدنى أن يفقهوا {[71107]} في القول .
وقال قتادة : " [ أحفظ ] {[71108]} للقراءة " {[71109]} .
وقال ابن زيد : " وقوم قراءة لفراغه من الدنيا " {[71110]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.